يوم 22 ايلول/ سبتمبر عام 2020، نشرت مقالاً في جريدة “البناء” تحت عنوان: “حتى لا يكون العماد ميشال عون ٱخر رؤساء لبنان”. ارى بعد تسعة أشهر من نشره، أن أعيد التذكير به، نظراً لأن أمور البلد تسير من سيّء الى أسوأ.
ما يجري في الوقت الحاضر وراء الكواليس، في الداخل والخارج، وما يتوفر من معلومات تشير إلى أن جهات تدفع الى تأزيم الأمور أكثر، وإلى المواجهة في الداخل، وجر البلد الى الإنهيار التام، وذلك لاستدراج الخارج، في ما بعد، حتى يطل برأسه من يطل، ليرفع صوته ويعلن استحالة الاستمرار بالصيغة السياسية التي عرفها لبنان بعد الحرب الاهلية، ليطرح خياراته المستقبلية التي لن تصب في صالح “الوطن النهائي لجميع ابنائه”.
أخطر مرحلة من مراحل تاريخه يمر لبنان في الوقت الحاضر، حيث نذر خطيرة تنتظره، وزعماؤنا لا حول ولا قوة ولا قرار لهم، منهم من يعرف القادم من الايام، ومنهم من يتجاهل وينتظر، ومنهم من يعوّل ويراهن على الغير، ومنهم من يريد أخذ البلد وجره الى الهاوية، علّه بعد ذلك يستطيع استقدام الخارج، وإقناعة بصعوبة العيش المشترك الواحد، ومن ثم ضرورة إقامة “قائمقاميات” أو إمارات جديدة بنكهة عام 1860.
حمى الله لبنان مما يبيت له، ومما ينتظره وحماه، أولاً، من السياسيين عديمي الوطنية والمسؤولية والضمير الإنساني الذين اوصلوه الى هذا الدرك الأسفل.
إنهم وصمة عار في جبين هذا الوطن الذي يترنح على أياديهم السوداء يوماً بعد يوم.
وزير الخارجية والمغتربين اللبنانية الأسبق
الدكتور عدنان منصور