تحركت اخيرا نخوة اصحاب المصارف، وجمعيتها الفذة، جراء ما حصل مع “جمعية بنين”، التي ارادت تسيير أمور العديد من المرضى والفقراء واليتامى.
اصحاب المصارف ذوو الشهامة والكرامة والضمير الحي، ثاروا ، وغضبوا، واحتجوا، وأعلنوا الإضراب، والتوقف عن العمل تضامنا مع شريك لهم في السراء وحفاظا على كرامتهم وكرامة العاملين في مصارفهم ، مطالبين الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بملاحقة ” المعتدين ومحاكمتهم إنفاذا للقوانين المرعية”!
نعم! يطالبون بملاحقة المعتدين! قولوا لنا أيها الغيارى على القوانين، وملاحقة المعتدين ،من الذي إعتدى على أموال المودعين ؟! قولوا لنا من نهب واستولى على جنى عمر الكادحين؟! قولوا لنا كيف هربت الاموال خلافا للقانون،ومتى، ولصالح من، وأنتم الضالعون في كل صغيرة وكبيرة.
يا ليت شهامتكم ونخوتكم وغيرتكم وجمعيتكم ورئيسها تحركت وانتفضت وثارت للحفاظ على أموال المودعين ، وطالبت باسترداد الاموال المهربة، وكشفت اسماء المهربين الناهبين لودائع الناس وهي العليمة علم اليقين بأحوال السارق والمسروق، والناهب والمنهوب! ويا ليتها طالبت القضاء للكشف عن اسماء اللصوص الذين سطوا على أموال المودعين، والمهربين للأموال بصورة غير قانونية.
ليت أصحاب المصارف يصارحون المودعين ليقولوا لهم بكل شجاعة وشفافية _إن وجدت لديهم_
كيف سرقت أموالهم ، ومتى، وبأي وسيلة وطريقة، وما دورهم في كل ما حصل للمودعين من نهب منظم لودائعهم ، لا مثيل له في العالم قضى على جنى عمرهم!
ما جرى بالنسبة لجمعية بنين، هو نتيجة افعالكم وتواطئكم ، وسياساتكم المصرفية المدمرة لاقتصاد الوطن، ولمستقبل الشعب، والتي قوضت ٱماله، وجعلت بلدا في الحضيض، بفعل ممارساتكم وإجراءاتكم التي قضت على النظام المالي والمصرفية ، إذ لم تكن بعيدة عن مباركة وأنظار أعظم حاكم مصرف مركزي في العالم، الذي صدق في كل وعوده، عندما أكد وطمأن القاصي والداني على صوابية قراراته ،وثبات العملة الوطنية. حيث اتحفتنا حاكميته بالوعود المعسولة والصدق والنزاهة والشفافية وهو يحافظ على ودائع اللبنانيين.!!
قليلا من الحياء يا من ثرتم وانتفضتم ضد أفراد من جمعية خيرية إنسانية، ذنبهم ان لها ودائع لا يسمح لها بسحبها فكانت ردة الفعل الصادرة عن مقهورين اذلتهم المصارف المسؤولة في نهاية الأمر عن ودائع الناس.لكن مطالب الشعب ومودعيه، وجنى عمرهم في مصارفكم لم تحرك لكم ساكنا، فكنتم كأهل الكهف ، صامتين صمت القبور.
يا أصحاب المصارف وجمعيتها، وشبكة راس المال والإحتكارات، هل بتصرفاتكم هذه تستعطفون ثقة الناس والمودعين بكم؟! لا ثقة بعد اليوم للشعب بناهبي ماله، والمتصرفين به دون وجه حق ،وخلافا للقانون. فلا تدينوا المقهورين بسبب افعالهم العفوية، بل أدينوا انفسكم وأنتم الذين سببتم الويلات للشعب عن سابق تصور وتصميم!
الملاحقة القانونية، يا أصحاب النخوة، يجب ان تطبق على السارق وليس على الضحية، على من نهب، وليس على من اراد ان ينتزع حقه من الناهب .
د. عدنان منصور
لبنان/ وزير الخارجية والمغتربين الأسبق