يبدو من الصراع الانتخابي على مقاعد مجلسيّ النواب والشيوخ، بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في الولايات المتحدة الأميركية، أنه أبعد من حدوده ليشمل القارات الخمس كون الناخبين ينتمون، بالأصول، إلى بلدان هاجروا منها واكتسبوا الجنسية الأميركية. هذه ميزة أعطت للانتخابات بعداً عالمياً داخل مساحة “العالم الجديد”.
الرئيس جو بايدن ونائبه كامالا هاريس يخوضان معركة شرسة للفوز بأغلبية مقاعد الكونغرس، منتصف العام 2022، فيما الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يسعيان للإمساك بقرار المجلسين بهدف إفشال حكم الديمقراطيين وعرقلة خطة بايدن – هاريس الانقاذية للاقتصاد الأميركي؛ وترمب، الرجل “الحديدي”، يهمه، فقط، فشل خصمه، الآن، لينجح هو، في ما بعد، بالعودة إلى البيت الأبيض وإكمال ما كان يريد تنفيذه من خطته “البركانية” الخطيرة على الأمن العالمي وهذا يعزز من حظوظ صديقه بنيامين نتنياهو في العودة إلى رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي.
ومن هنا يمكن تسليط الضوء على هذا الملف في ما يقوله رجل الأعمال جهاد ياسين، معتبراً ان: تمرير الكونغرس لخطة الإنقاذ الاقتصادية بموازنتها 1,2 تريليون دولار وضع الولايات المتحدة الأميركية على الطريق نحو التعافي ضمن سياسة إعادة البناء بشكل أفضل يوماً بعد يوم.. وكلامي هذا ليس تحليلاً ولا هو رؤية بل يستند إلى مراسلات مباشرة لي من الرئيس جو بايدن.
وهنا يشرح ياسين بعضاً من تفصيلات مفكرة الرئيس جو بايدن ونائبه كامالا هاريس و”DNC” (الحزب الديمقراطي) ورئيس مجلس الإدارة، اللجنة الوطنية الديمقراطية، جيم هاريسون: إطار البناء الأفضل سيوفر فرص عمل ويخفض الضرائب ويقلّل من التكاليف عن كاهل الأسر العاملة دون زيادة في الضرائب حتى لو سنتاً واحداً لأي شخص يحصّل أقل من 400 ألف دولار سنويا..
ويضيف ياسين: ستكون العائلات في جميع أنحاء الولايات قادرة على تحمّل تكاليف رعاية الأطفال لأول مرة، بما في ذلك الحضانة الشاملة، كما سيوسع إطار العمل لمعظم الأسر أكثر من نصف إنفاقها على رعاية الأطفال، ويقدم عامين من الحضانة المجانية لكل طفل بين عمري 3 و4 سنوات في أميركا، ويمنح أكثر من 35 مليون أسرة تخفيضاً ضريبياً كبيراً من تمديد الفترة الموسعة الائتمان الضريبي للأطفال، وتوسيع الوصول إلى رعاية منزلية عالية الجودة لكبار السن من الأميركيين والأشخاص ذوي الإعاقة.
ويقول باسين: هناك جهد غير مسبوق لمكافحة تغيّر المناخ، توفير مئات الآلاف من الوظائف ذات الأجر الجيد، سيخفض إطار تأثير انبعاثات الاحتباس الحراري لأكثر من “غيغا طن واحد” عام 2030؛ كل ذلك إلى جانب تخفيض تكاليف الطاقة الاستهلاكية وتنقية المياه والهواء للأطفال بشكل أنظف، تأمين وظائف عالية الجودة، تعزيز العدالة البيئية من خلال الاستثمار في اقتصاد الطاقة النظيفة في القرن الحادي والعشرين من المباني والصناعة والكهرباء والزراعة إلى الممارسات المناخية الذكية في الأراضي الأميركية ومياهها.
وتابع ياسين شرحه لخطة الإنقاذ الاقتصادية: ستكون الرعاية الصحية في متناول ملايين الأميركيين، سيضيّق إطار العمل في أقساط التأمين لأكثر من 9 ملايين أميركي من خلال تمديد العمل بالائتمان الضريبي المميز والموسع، وتقديم تغطية الرعاية الصحية لما يصل إلى 4 ملايين شخص غير مؤمّن عليهم في الولايات (الأميركية) والتي منعتهم من الحصول على برنامج (MEDICAID)، ومساعدة كبار السن الأميركيين في الحصول على الرعاية السمعية الميسورة التكلفة من خلال التوسع (ميديكير).
ومضى ياسين في شرحه: الخطة ستخفض التكاليف وتعيد بناء الطبقة الوسطى، وسيشكل هذا الإطار أكبر وأشمل استثمار منفرد في مجال الإسكان الميسور التكلفة في التاريخ، توسيع نطاق الوصول إلى تعليم جامعي عالي الجودة بتكلفة معقولة، خفض الضرائب على 17 مليون عامل من ذوي الأجور المتدنية من خلال توسيع نطاق الائتمان الضريبي على الدخل المكتسب، تعزيز المساواة عبر الاستثمار في صحة الأم والأمن الغذائي ومحاربة العنف المجتمعي، بالإضافة إلى إعداد الأمة بشكل أفضل لمواجهة الأوبئة واضطرابات سلسلة التوريد في المستقبل.
ويلحظ ياسين مقابل ذلك موقف الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب المعارض بشدة لخطة بايدن – هاريس قائلاً: ترمب يسعى لعرقلة الخطة حتى ولو أحدث الأمر انقسامات داخل المجتمع الأميركي تؤدي لحرب أهلية أو حرب عالمية ثالثة شاملة غير محسوبة النتائج ما يرفضه بايدن وهاريس والديمقراطيون، وتحصل هزات كيدية، أمنياً واقتصادياً يدعمها ارتفاع أسعار النفط عالمياً، علماً ان بايدن طلب ضخ المزيد من الخام أكثر من المقرر بالفعل.
ما يجب قوله، الكلام لياسين، إن: عدم سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) يعيق تنفيذ الخطة وهو ما يضعهم أمام مسؤولية كبيرة لجهة التحديات المقبلة.. وإذا أردنا أن نعرف ما في تفصيلات خطة الإنقاذ الاقتصادية الأميركية علينا إن نعرف بالتفصيل عن خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحشودات العسكرية على حدود بلاده مع العراق وداخل الشمال السوري، وكذلك ماذا يقصد الملك الأردني عبد الله الهاشم من المناورات والحشودات عند الحدود المشتركة مع سورية.
ويخلص ياسين إلى الاستعانة بما تقوله “كاتبة الأغنيات المؤلفة الفنانة الأميركية السيدة كارول كينغ “العزيزة” التي تلقيت منها رسالة مفادها أن الأشخاص في “DNC” يعرفون أن ما يوحدنا أقوى مما يفرق بيننا”.
وأقول لها: ما يجمع بيننا هو الأخوّة الإنسانية والمنطق والقدر شاء ان يوحدنا كما شاء الله أن يكون جو بايدن وكامالا هاريس في البيت الأبيض وصعود الديمقراطيين إلى قمة الهرم.
“ومثلما خاطبني الرئيس بايدن بلغة تواضع الكبار أرد التحية له بمثلها: أنا أيضاً أشعر بالتواضع بكل الثقة التي وضعتها بي من خلال رؤيتي وثقتي بكم الرئيس جو بايدن ونائبه كامالا هاريس”.
منصور شعبان