إستضاف، أخيراً، الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبه كامالا هاريس أول قمة للأمم القبلية، منذ عام 2016، جمعت زعماء القبائل والمسؤولين الإداريين لمناقشة القضايا المهمة للبلد الهندي.
وأعلن بايدن عن خطوات لتحسين السلامة العامة والعدالة للأميركيين الأصليين وحماية الأراضي القبلية وحقوق المعاهدات والأماكن المقدسة بما يشمل:
– إطلاق مبادرة جديدة للحفاظ على حقوق وحريات الأميركيين الأصليين في استخدام وممارسة وتطوير اللغات الأم وحمايتها وتعزيزها.
– تحسين الإشراف الفيدرالي على الأراضي العامة والمياه والحياة البرية من خلال مبادرة الأوطان القبلية التي ستعزز دور المجتمعات القبلية في إدارة الأراضي.
– زيادة حماية المواقع المقدسة للسكان الأصليين والوصول إليها من خلال التعاون مع القبائل ودمج المعارف البيئية التقليدية في إجراءات الإدارة والعلاج والحماية.
إهتمام الرئيس جو بايدن هذا يتماهى مع تخطيطه ونائبه كامالا هاريس لجعل المجتمع الأميركي أكثراً تماسكاً وانفتاحاً بين جميع فئاته لإبعاد شبح التخلف عن أفراده، وهما يدركان، تماماً، أنّ في ذلك يكمن سر قوة قرارهما داخلياً وعالمياً، باتباعهما سياسة هادئة تجاه قيادة متزنة.
ومن هنا، ينطلق رجل الأعمال جهاد ياسين في حديثه بقوله: إن الرئيس جو بايدن ونائبه كامالا هاريس، في استضافتهما لقمة القبائل، يترجمان، فعلياً، ما كنت أتطلع إلى تحقيقهما هذه الخطوة، وقد تجلت ثقتي، في ما يثبّت ما راهنت، سابقاً، عليه وأقوله، الآن، بالتأكيد، في ما يضعانه في عمق اهتمامهما لأجل نهضة هذه البلاد التي تقود العالم.
فهما لديهما أجندة تعمل، ولعل ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 16٪ دليل على صوابية توجههما الاقتصادي، أضف إليه التحسن في مبيعات المطاعم والحانات بما يتجاوز نسبة 29٪ عمّا سبق، والولايات المتحدة أصبحت تُعَدّ الدولة الوحيدة من دول “مجموعة السبع” التي لديها ناتج محلي إجمالي أعلى، حالياً، مما كانت عليه قبل وباء “كورونا”.
هذه بداية عهدهما، يقول ياسين: ما يفعله بايدن وهاريس يعزز قرارهما في مواصلة هذا التقدم خطوات ثابتة وراسخة في المسيرة نحو الفوز بالانتخابات النصفية للكونغرس 2022.
وفي هذا السياق يضع ياسين جهد الرئيس الأميركي في التوجه خارجياً، من حيث اطمئنانه ونائبه إلى سلامة الوضع الداخلي، قبيل القمة المرتقبة بين جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهنا يتوجه ياسين إليهما برسالة خاصة يقول فيها:
ثلاثة عوامل ككرة ملتهبة تتدحرج ويكبر حجمها، وهي متراصة، تهدد الوجود الكوني ما لم يتم ضبط عقاربها التي تنذر دقاتها بانفجار لا يحمد عقباه:
العامل الأول – أزمة المناخ
العامل الثاني – التضخم والانكماش الاقتصادي
العامل الثالث – إزدياد النزاعات والمشكلات المتراكمة التي تتسبب بتوترات بين الدول.
في أزمة المناخ يجب أن تكتمل عناصر نجاح الحل قبل انعقاد أية قمة لها.
أما التضخم والانكماش الاقتصادي فيترتب على قادة العالم كسر حصرية الاستثمارات وتسهيلها وتفعيلها مهنياً لا سياسياً وتشجيع أصحاب الرساميل الصغيرة والكبيرة لتشغيلها بما يوفر فرص عمل تحرك العجلة الاقتصادية.
العامل الثالث: وقف الحروب والنزاعات وتثبيت الاستقرار الأمني وتحسين مستوى العلاقات فيما بين الدول وتحقيق استقلال القارة الأفريقية لتنهض ذاتياً وهذا مرتبط بإدخال اصلاحات على هيكل هيئة الأمم المتحدة لتكون أكثر استقلالية في معالجتها لمشاكل العالم وإذا تعذر ذلك فيمكن، عندئذٍ، سن قوانين جديدة كأساس يبنى عليه هيكل جديد للمنظمة الدولية.
ويختتم ياسين كلامه منبهاً من انه إذا ما لم تتم معالجة الأسباب وليس ردود الفعل بالحلول الآنفة الذكر فإن بقاء الوضع العالمي على ما هو عليه يعني الإبادة.
منصور شعبان