في الحياة قصص وحكايا تتسع لأبطالها حيث من الطبيعي أن تعيش وتتعب وتشقى وتجتهد وتثابر لتصل لهدف تضعه أمام ناظريك.. ومن الممتع والمجدي أن تبهر الآخرين حولك بما صنعت وما أنجزت..؟؟!.
– ومابين الخير والشر هناك نيات وافتراضات فكر وقول وفعل..
وضمن هذه الكلمات والصفات والأفعال تقف أنت بكل ما لديك لتختار ما يترجم ما في داخلك، فإن فعلت وأنجزت إجعل فعلك يكتب اسمك ويعبّر عن حقيقتك مرآة قلبك وروحك..
– الحياة تضع أمامنا دروباً وزواريب متعددة بنكهات التجارب القاسية والصعبة وروائح عطر الإنسانية المقطر بعبق الروح التي تشتهي الخلود والأبدية، أنت من يختار أي درب يناسبك.. وأنت من يعلن الفوز والانتصار في كل حين وموقف.
– جودة الفعل تبرهن جودة أخلاق من فعل وأعطى من صدقٍ ووفاءٍ وإخلاص.. فكل كلمة حق تنال رصيدها في نجاحك ومسيرتك وكل كلمة سوء ستدفع ضريبة كبرى مقابل لها إذ بقولك وفعلك تحدد هويتك وتزيد من رصيد إنسانيتك وتكسب الكثير وكن كذلك الفنان الرسام الذي طلب منه مالك قارب صيد أن يدهن له قاربه ويرسم عليه بعض الرسومات والنقوش، وبينما هو منهمك في عمله صادفه ثقب صغير في هيكل القارب.. أصلحه ورمم مكانه وأتم طلاء القارب على أكمل وجه. وعندما أتى صاحب القارب أعطاه أجره وغادر، وفي اليوم التالي جاء الرجل للرسام وسلمه شيكاً بمبلغ كبير يفوق حجم العمل وأجره السابق فتعجب الرسام وقال له: أنا أخذت أجري الذي أستحق وتم الأمر.
فرد عليه صاحب القارب: أنا أعطيك اليوم لأنك أصلحت الثقب الذي كان في جسد القارب.
قال الرسام: هذه خدمة صغيرة لا تستحق أن تدفع لي أجراً عليها.
قال مالك القارب: دعني أروي لك ماجرى: أنا لم اخبرك عن الثقب الموجود عندما طلبت منك القيام بالطلاء لكنك قمت بطلائه وأصلحت الثقب لأنك وفيٌ تتقن عملك.. فجاء أولادي باكراً في غيابي، أخذوا القارب للصيد وكم كنت حزيناً وبائساً لأنهم لم يعرفوا بالثقب، وعندما رأيتهم عائدون بأمان كانت فرحتي لا تعادلها فرحة في الحياة.. أنت أنقذت عائلتي وأنقذت قلبي من الحزن عليهم.. لأنك كنت مخلصاً وإنساناً قبل كل شيء في أداء عملك؛ كل أموال الأرض لا تفيك حقك.. لن أستطيع التعبير عما فعلت معي..
وهكذا كل منا أياً كان بأي مكان أو زمان أو عمل أو صفة متى وأين وكيف.. أصلح ما تراه أمامك وفي دربك من ثقوب وتسريبات ومشكلات..وتمّم عملك بإتقان وإخلاص، قدّم ما تستطيع من دعم ومساعدة فلا تعرف متى ومن أين يأتيك الجزاء والمكافأة.. عطايا الله كثيرة ونعمه لا تحصى.. ولا تعرف في أي أرض تكون.. فقد تعطى أجر كلمة أو فعل ولا تعرف من هؤلاء الذين يضعهم الله ضمن دورة حياتنا لنساعدهم ونكسب الخير والرضا عبرهم..
.. دع عنك نية الخبث واخلع رداء الرياء والنفاق الذي قد يغرينّك بعض المواقف بجمال الألوان للوهلة الأولى.
نحن بحاجة ماسة وشديدة لأن نمارس الإنسانية والطمأنينة وحسن الظن والفعل والتوكل على الله…
إجعلوا قلوبكم كبراءة الأطفال.. قلوب لا تشيخ ولا تعرف الرياء..
المستشارة الإعلامية\د.سلوى شعبان
سورية