كتب رجل الأعمال اللبناني جهاد ياسين إلى المرشد الأعلى، قائد الثورة الاسلامية في ايران، السيد علي الخامنئي قائلاً:
ومع كل والاحترام. سيد علي اكتب اليكم هذه الرسالة الثانية والاولى كانت في وقت سابق وفحواها اتخذ عنوانين عريضين ومقتضبين. اريد ان ابدأ من تصريح وزير الخارجية الروسي السيد سيرغي لافروف من مقر منظمة الامم المتحدة في نيويورك وباختصار شديد وللبناء عليها ولأنها مهمة جدا وشخصت واختصرت المشهد العالمي الحالي.
قال لافروف: “واشنطن تريد وقف عجلة التاريخ وتعتبر نفسها رسول من الله في الارض”. هذا التوصيف والتلخيص يستحقان ان نتوقف عندهما لانهما صحيحان. ولأن الممارسات على الارض والفضاء تنذر بذلك. وما أقدم عليه ايلون ماسك في ايران بتوصيل الانترنت المجاني الى مكان التوترات لتأجيج المشكلة الحاصلة وفي غير مكان وزمان اقدم على ذلك في اوكرانيا واستفز الصين وكوريا الشمالية وجاءت الردود على حجم الفعل ولكن القضية تشمل كل المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والمعلوماتية والطبية والبيئية والدينية… والاكثر من ذلك التلاعب بحواس البشر بغرس وخرق الادمغة وشرايين الجسم للانسان من خلال الدمج والمزج بهذه التقنيات التي تطور ذاتها تلقائياً وهي فائقة السرعة.. وما يحصل الآن ما هو إلا بدايات وبالطبع رسموا النهايات وهم الآن ينفذون المشاريع ويستكملون خطوات الخريطة المرسومة الى نهاية الطريق.
وبناءً على تلك المعطيات سيد علي الخامنئي هذا الصراع الدائر وانتم على دراية به هو مزمن ومنذ آلالاف السنوات وكبر هذا النزاع في أزمنة الانبياء عليهم السلام ووصولا الى كربلاء والعهود الإسلامية المتتالية. وامتد هذا الصراع لغاية يومنا هذا وما زالت تستكمل وكان آخرها مؤتمر الرياض في المملكة العربية السعودية والمقصود منطقة جبل اللوز وشرحت هذا الموضوع في حديث سابق.
اذاً، هناك مساعي حثيثة لتنجح تلك المشاريع ولتتوسع ولتشمل المجتمعات في انحاء العالم. ايلون ماسك ومارك زوكيربيرغ وبيل غيتس والبنتاغون ما هم الا جنود ينفذون الاوامر وعذرا على التعبير. ولكن لتصل الفكرة. والكونغرس ومسؤولي الولايات المتحدة الاميركية ليس بيدهم اي حيلة ولا يستطيعون ان يفعلو اي شيء. الجميع مكبلون بعقيدة تديرهم وتحركهم وتبتزهم كل الوقت ولا يستطيعون التحرر او حتى ان يكونون احرارا وهم في سجن حقيقي ينفذون ما يطلب منهم. لذا علينا ان نأخذ بعين الاعتبار هذا الامر ومرعاته. لذلك التكنولجيا الذكية وتطويراتها المتسارعة هي المعول عليها ورأس الحربة. وارجو التنبه هنا ان كل صاروخ يطلق من سبايس اكس الى الفضاء هو موجه ومباشرة وهو بمثابة مسمار في نعش كوكب الارض.
والملف النووي الايراني والصراعات المتنقلة والمفتعلة والدائرة ما هي إلا الهاءً للوصول الى آخر الطريق وبتم تعرفون ماذ أقصد سيد علي وكل الاجراءات واخذ الاحتياطات او الامنيات الوقائية او الردعية وفي كافة المجالات او حتى لو فرضت عليكم الظروف لصناعة صواريخ نووية من اجل حماية البشرية، كل ذلك لن يجدي نفعا ولأن هناك سباقا مع الوقت فائق السرعة يتهدد البشرية تهديد حقيقي والاخطر من ذلك انه غير مرئي للعيان ويتطور بالثانية. وان فرض المعادلات من قبلكم ومن قبل محور المقاومة والممانعة والصين وكوريا الشمالية والاستفتاءات التي تحصل في اوكرانيا الشرقية لإنضمامها الى روسيا هي معادلة وهذا صحيح وجيد ولكن بالنسبة الى تلك العقيدة ومع مرور الوقت الفائق السرعة سيصلون الى نتيجة مرة لتحقيق مآربهم ولكنهم سيقدمون عليها وستكون بالنسبة لهم اسلوباً ومنطق المعادلة هو صفر تعادل وهذا المسار يعتبر منتهي الصلاحية حينها سيكون ولهم المصلحة لابادة البشرية ولأن النصر حليفهم.
ولأن قوتكم التدميرية النووية والاسلحة الفتاكة الشاملة اقصد الاقطاب الشرقية ولحين اكتمال وتنفيذ كل خطوات خريطة المشروع المرسوم الى النهائيات، ومع مرور الوقت سريعا يكون ذلك مفيدا لهم لتحقيق اهداف المشروع المنشود وبنجاح، وبقدراتكم القوية وقوتكم ومهما بلغتم من قوة وهي مفيدة لهم وبأيديكم وبايديهم تكونون قد وقعتم بالفخ المرصود والمبيّت وتصبحون شريكاً مضارباً بفناء البشرية والعالم لتحقيق اهدافهم وتلقائيا وبشكل مفاجأ تسقط كل المناورات والمعادلات والمعايير الرادعة الحالية والمتبعة وقوتكم هي مصدر ضعفكم ولكن نقطة ضعفهم هي الاسراع إستباقيا لعرقلة هذا المسار التدميري والسبل المتاحة لإفشال المشروع وهنا علينا التركيز والتصويب بالاتجاه الصحيح وهنا حجر الزاوية واعود واذكر ان “رهانهم على انتهاء الوقت” وهو الممر والمساحة والمسافة المفصلية والضيقة فمعالجتها ومواجهتها اليوم افضل واسلم من الغد ولانه على المدى الزمني المحدود والمنظور اذا تركت هذه القضية يكون بذلك قد وقع الفأس بالرأس، وبمعنى ادق في هذه الحالة والمناخ تعني ان معادلتهم المفروضة بالمستقبل القريب، القوة تتساوى مع الضعف وهذا ما يفسر لي هدوء وبرودة اعصابكم يا سيد ايلون وعائلتكم التكنولوجية ولكنكم في الوقت عينه لن تستطيعوا الوصول الى خط نقطة النهاية ولاني اتابع ما تضمرون في مشروعاتكم وتشريعاتكم باللحظات ولأن خططكم تكشفت وهي الآن فوق الطاولة، لذا وبهذا التكتيك السياسي والامني والعسكري سيصلون ان استمروا من دون عراقيل الى مبتغاهم وهو وقف عجلة وتغيير والغاء ومحو وإخفاء المعالم التاريخية للحضارات القديمة وعلى وجه التحديد السنن والتشريعات السماوية المنزلة والمرسلة عن طريق الرسل (ع). وتبدأ بتنفيذ مخطوطات قديمة جديدة لمهد وتكوين نظام عالمي جديد مسلوب ومضلل ومغتصب يريدونه كما رسمته عقيدتهم في عصر الرياديين.
سيد علي الخامنئي.. الرئيس الاميركي جو بايدن طرح شيئا مهما وروسيا كذلك عن تعديل وتطهير منظمة الامم المتحدة. هذا الامر يعد باباً ومدخلاً للتفاوض والحوارات والتفاهمات للجم وتطويق تلك التقنيات لردعها وقوننتها وللاستفادة منها وتحت عنوان السلام والامن القومي العالمي الشامل والمتوازن حتى تضع الحرب اوزارها، ومن المهم جدا ان تمت الاتفاقات على تنظيم تأسيسي لاعادة هيكلة المنظمة من جديد ومن قواعد مبدأ عملها ان يكون متوازناً وجامعاً ومتساوياً مع جميع الامم وشرطها ان لا تكون طرفاً مع اي دولة كما هو حاصل الآن.
ويستدعي ذلك رداً استراتيجياً استباقياً لإعلان اجراء حالة استنفار وطوارئ قصوى وثورة واعتراض فوري ومن دون تأخير وحتى وان كان من جانب واحد اقصد الجانب الشرقي ككل، وليكون ذلك بإجماع دولي وان لزم الامر تعطيل مفاعيلها الآن، ومرور الوقت الضائع والسريع ليس لمصلحة البشرية جمعاء والوجود الكوني وقبل ان تفقد السيطرة وتفلت وتنغمس التكنولوجيا المغطات بإحكام لغلاف كوكب الارض اكثر بتطورها السريع ولان هذا المخطط ان استمر على هذا المنوال وهذا الاتجاه وهم ماضون الى نهاية المطاف ولو بعدد محدود وقليل جداً من الافراد وسيحكمون العالم وتكون تصريحات لافروف اصبحت حقيقة.
وكما اسلفت من بداية كتابة الرسالة لكم وللرأي العام وكنت قد صورت نصوصاً ورقية كتبتها بهذا الشأن وسلمتها شخصيا الى نائب الامين العام لاتحاد البرلمانات العربية الاستاذ فايز الشوابكة..
مع خالص التقدير لشخصكم الكريم.
